» » » خطبة إمام تخلق ضجة حقوقية بسبتة

امتوكة بريس

تسببت خطبة ألقاها الإمام مالك ابن بنعيسى، القاطن بمدينة مليلية، عبر قناة تلفزية لسبتة المحتلة، في ضجة كبيرة حين قال إن "أي امرأة تخرج من بيتها متعطرة بينما تمر بالقرب من الرجال وهم يشتمون رائحتها فهي زانية"، داعيا إياهن بعدم وضع العطور أثناء خروجهن من المنزل، حتى لا يتسبب ذلك في إثارة شهوة الرجال، وحتى لا يقال عنهن أنهن باغيات.
هذا الخطاب ألقاه أربع مرات خلال محاضرات نظمت بمسجد في مدينة سبتة، ما تسبب في غليان بشبكات التواصل الاجتماعي، وكذا في بروز أصوات سياسية وحقوقية تطالب بمحاكمة الإمام، خاصة وأن تصريحاته تضرب في عمق المساواة بين المرأة والرجل، بل ودعا المرأة بوجوب تغطية الوجه واليدين بالكامل، وعدم ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي أو سراويل "الجينز لأن "هذا من مواصفات الزانيات" حسب تعبيره.
تصريحات ذات الخطيب دفعت ساندرا لوبيث كانطيرو الناشطة الحقوقية في مجال المساواة عن الحزب الشعبي، إلى القول بأن "جمعية النساء التقدميات" ستعمل على تحريك دعوى قضائية ضد هذا الإمام باعتبارها "تمس بحقوق المرأة وتضرب صلب حريتها الفردية"، خاصة وأنها تتنافى مع بنود الدستور الإسباني، كدعوته مثلا إلى" ارتداء النقاب مع ضرورة حني الرأس وهي تتمشى حتى لا يتسبب ذلك في إثارة شكوك زوجها ".
كما طالبت قيادات اشتراكية إلى انعقاد لقاء "عاجل" مع مسؤولي قناة (RTVCE) بهدف إعطاء توضيحات بخصوص ما تلفظ به الإمام مالك ابن بنعيسى، لمعرفة الأسباب الكامنة وراء سماح ذات المحطة التلفزية بتمرير مثل هذه الخطابات التي تمس "بكرامة النساء"، وأيضا كيف تم بث هذا البرنامج دون القيام بمراجعة محتواه مسبقا، والمليء بلغة "احتقار المرأة" في مجتمع ينهج نظاما علمانيا.
كما نظم مؤتمر صحفي حضره كل من القيادي محمد علي وخوان لويس اروستيغي، عن أحزاب المعارضة بحكومة سبتة، في محاولة منهم للتصدي لهذه الضجة التي اتخذت منحى أخر و"بشكل غير مسؤول"، إذ أنه تم إقحام موضوع "التحريض على العنف ضد النساء"، الشيء الذي ربما سيلقى تفسيرا مخطئا من طرف البعض، وسيحاولون ربط الإسلام بموضوع العنف ضد المرأة، وفق تعبير ذات القياديين.
وأضاف محمد علي "زوجتي تضع العطر، وأنا يروقوني ذلك كثيرا، لكنها في نفس الوقت ليست زانية وأنا مسلم"، معتبرا في ذات السياق أن "هناك أطراف تريد استغلال هذه الضجة لأهداف انتخابية وسياسية، وأن الخطاب الذي أدلى به ذات الإمام يعبر عن رأي شخصي، وعليه أن يتحمل مسؤوليته".
في حين قال خوان بيباس رئيس حكومة سبتة عن الحزب الشعبي، أن المؤسسة التي يترأسها كما الشأن بالنسبة للحزب الذي ينتمي إليه سيدافعان عن القيم والحقوق والحريات التي ينص عليها الدستور الإسباني، وأنه لن يفسح المجال للإقصاء والعنصرية، كما سيعمل على ضمان حق المساواة بين الرجل والمرأة، و"على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في ذلك في ظل احترام متبادل، وسمو للقيم الديمقراطية لضمان التعايش بين الجميع" يورد المتحدث.

»
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد