» » » قصة حب تونسي لمغربية تقوده إلى رحلة عالمية بـ"بِيكَالَة"


يستعد المواطن التونسي معتز المراغني، وهو الذي يقيم بسويسرا، لخوض مغامرة غير مسبوقة بقطعه على متن دراجته الهوائية أكثر من 5 آلاف كيلومتر، انطلاقا من مدينة جنيف السويسرية صوب مدية تاوريرت المغربية، حيث تقطن أسرة فتاة مغربية وقع في غرامها منذ أول نظرة.
ويحكي الشاب التونسي لهسبريس قصة حبه التي بدأت بما سبق لأمير الشعراء أحمد شوقي أن دونه في وصف غرام حبيبين بقوله "نظرة فابتسامة فسلام ** فكلام فموعد فلقاء"، غير أن قصة معتز بدأ بالنظرة والابتسامة والكلام، لكنه يريد أن يتوجها بالزواج بطريقته المتفردة.
نظرة قلبت حياتي
كل شيء بدأ لما كان معتز يركب القطار فائق السرعة TGV متوجها من جنيف السويسرية حيث يقيم إلى العاصمة الفرنسية باريس، وبين الصعود والركوب رمقت عيناه فتاة، فتوقف الزمن لديه، ولم يجد نفسه حتى سارع إلى طلب الحديث منها، وبعد تردد وافقت على مبادلته الكلام.
يقول المواطن التونسي "أول سؤال طرحته على الفتاة هل هي مرتبطة بزواج أو ما شابه ذلك، فأجابتني بأنها مغربية الأصل، ووضعها الأسري يتيح لها الحديث معه، ثم تبادلنا أرقام الهواتف، وبعدها مرت أسام وأسابيع شعرت بشيء غريب في داخلي اتجاه هذه الفتاة المغربية".
وقرر معتز أن ينصت إلى نبض قلبه ونداء عقله معا، ولملم أفكاره المشتتة بفعل الحب المدوي الذي ملك فؤاده اتجاه الفتاة المغربية، فارتأى أن يقوم بمبادرة غير مسبوقة بعد أن وضع أفكاره كلها على ورقة فوق المكتب، ليستدعي بعد ذلك الصحافة المحلية بفرنسا وسويسرا لتسهد ميلاد مغامرته العاشقة.
واسترسل المهاجر التونسي بسويسرا قائلا "أحببت طلب يد الفتاة المغربية للزواج بطريقة لم تحدث من قبل، حيث لم أرغب في المجيء إلى أسرتها في تاوريرت عبر الطائرة أو السيارة أو الانترنت، بل بدراجتي الهوائية انطلاقا من مقر الأمم المتحدة، بحضور مغاربة وشخصيات سياسية".
مسار حب
وأردف معتز بنبرة الواثق من نفسه بأن الرحلة التي سيخوضها عبر "البيكالة" ستمر عبر التراب السويسري، ومرورا بالمدن الفرنسية والاسبانية، والعبور بمختلف المدن المغربية، قبل الوصول إلى مدينة تاوريرت، لتصل المسافة الإجمالية التي من المزمع قطعها أكثر من 5 آلاف كيلومتر".
ولفت المغامر التونسي إلى أن المسافة الاعتيادية من جنيف إلى تاوريرت تصل إلى 2300 كيلومتر، لكنه اختار أن يسير في ممر خاص جدا "يزيد الجمال جمالا"، وفق تعبيره، وذلك من خلال اتباع طريق يرتبط باسم الفتاة المعنية بالأمر، ما يجعل المسار الكلي للمغامرة يصل إلى 5 آلاف كيلومتر.
ولم ينس المواطن التونسي أن لأهالي تاوريرت المحافظة تقاليد وعادات نشئوا عليها، حيث أكد أنه سيعمل على احترامها، كاشفا أن الهدية التي سيمنحها لمن اختارها قلبه لتكون رفيقة حياته، ستكون مفاجأة جميلة للفتاة، وذلك احتراما لسكان المنطقة والعائلة التي يعتزم مصاهرتها.
الاتحاد المغاربي
وبخصوص الدروس المستفادة من رحلة الدراجة من جنيف إلى تاوريرت، أفاد معتز بأنها مساهمة متواضعة منه في التطبيق العملي لاتحاد المغرب العربي الذي ظل حبرا على ورق، ومجرد وعود منذ أزيد من عشرين عاما، معربا عن قوة العلاقات الإنسانية في هذه الوحدة أكثر من العلاقات التجارية.
والتمس معتز من المغاربة الذين سيلتقيهم عبر المدن التي سيمر منها، وفي أي مكان آخر، بأن يساندوه في هذه المبادرة، بالابتسامة والترحيب والتشجيع، مضيفا بالقول "نحن إخوة في الدين تجمعنا العديد من الأمور المشتركة، والغرب هو من وضع الحدود بين بلداننا" وفق تعبيره.
وأشار التونسي معتز إلى أنه يحتاج دعم الناس لتحقيق غايته في الزواج من الفتاة المغربية، متحديا الظروف المناخية والطبيعية القاسية في مختلف المدن والبلدان التي ستمر منها دراجته الهوائية، ومختلف الصعاب الأخرى التي قرر أن يجتازها للوصل إلى قلب حبيبته المغربية التي اختار أن تكون زوجة له".

»
التعليقات
0 التعليقات